أبو يوسف من أعظم الشخصيات التى جلست معها , على الرغم من أنه
كبير فى السن و المقام معاً إلا أنه إنسان متواضع مع الجميع , كنت أعرفه
لوكن ليس بيننا كلام غير السلام فقط , وذات يوم قررت أن أجلس معه
لكى أتناقش معة فى بعض الأمور و نتحدث مع بعضنا البعض ..
ذات يوم وأنا جالس على المقهى وجدته أحضر كرسى و جلس بجوارى
فألقيت التحيه عليه , وأتختها فرصة للتحدث معه فى بعض الأمور
فقلت له : أبو يوسف أريد مشروع أستطيع من خلاله أن أبنى مستقبلى دون
الحاجة إلى الوظيف .. أنا لدى مشروع لكن أريد رأيك فيه .
فقال لى أبو يوسف : ما هو يا محمود
فقلت له : مشروع بيع قطع غيار أجهزة الكمبيوتر .. ما رأيك
فقال لى أبو يوسف : عظيم .. وهل لديك رأس المال اللازم للمشروع
فقلت له : هناك شخص سيقرضنى المال و أسدد له من أرباح المشروع
فقال لى أبو يوسف : لا يصح يا محمود , لكى تبدأ مشروع يجب أن تكون
ليس عليك أى ديون , لأن أرباح المشروع ستكون مقسمة بين ديون
و إيجار محل و شراء أجهزة جديدة ..
فقلت له : يعنى أنهى هذا المشروع
فقال لى أبو يوسف : أنا لم أقل هذا .. أبدأ أعمل عند أى شخص فى
هذا المجال و أكتسب خبرة و تعلم كيفية التحدث مع الزبائن
ليس كل ما يفتح مشروع يصبح تاجر المهم هو الأستمرار و الثقة بالله
و الخبرة و التعامل الجيد مع الناس , فكر فى مشروع متوسط حتى
تأخذ منه خبرة و مال بسيط , يكفيك شرف المحاولة .
فقلت له : سوف أقضى عمرى كلة فى الخبرة و المشاريع ولن أتزوج
فقال لى أبو يوسف : هو انت لابد من أن تصبح غنى حتى تتزوج
فقلت له : فعلاً هذا أهم شيء
فقال لى أبو يوسف : مخطئ يا محمود , أختر من تعيش على مستواك
المادى لا تنظر إلى أعلى حتى لا تندم .
فقلت له : هل حرام أن أتزوج امرأة غنية
فقال لى أبو يوسف : لا مش عيب لكن تعايش على وضعك فهذا أفضل
بدل من ان تاخذ امرأة تجعلك تشاهد النجوم فى الظهيرة
فقلت له بأسلوب ماكر : و الشهادة ( التعليم )
فقال لى أبو يوسف : ماذا تقصد ؟
فقلت له : لنفرض أنى حاصل على تعليم متوسط هل يصح أن
أتزوج امرأة حاصلة على شهادة عالية
فال لى أبو يوسف : فهمتك ,أسمعنى يا محمود , أعرف رجل
يعمل فى تصليح السيارات متزوج امرأة دكتورة
فقلت له : دكتورة و هو صاحب ورشة لتصليح السيارات
فقال لى أبو يوسف : صحيح , محمود ليس التعليم من يجعل الشخص
مقبول أو غير مقبول ولكن ( عقلك ) هو من يجعلك كذلك , لو كان
عقلق كبير سيجعلها تشعر بأنك شخص له قيمة .. لكن لو العكس
فأنفجرت ضاحكاً على هذه الكلمة , فلت له صحيح معك حق
فقلت له : يعنى ما فى حل لكى نصبح أغنياء .. صح
فقال لى أبو يوسف : محمود أنا أعرف أشخاص فى منتهى قمة
الثراء و لكن للأسف الشكل الظاهر غير الباطن
تجدهم من مظهرهم الخارجى أنهم محترمين ولكن أقسم لك من داخلهم
ليس إلا حيوانات , فبعضهم لا يصلى ركعة واحدة لله , و البعض
الأخر لا يصوم يوم فى رمضان , والبعض الآخر ذنوبه لا حصر لها
لكن الأشخاص المتوسطى الحال هم من تجدهم يزكرون الله دائما
إذا أردت ان تبدأ فى الحياة فعليك ( طاعة الله – تحقيق هدفك )
وبعدها أستاذن أبو يوسف و ذهب و لكن كلماته لا تظل فى ذاكرتى
لأنها فعلاً لا تقدر بثمن بالنسبة لى .





2 التعليقات:
اهم حاجة ان الواحد يكون راضي بحاله
بس ده ميمنعش ان الواحد يكون ليه طموح ويسعى انه يحققه
فعلا ، ليه منستفدش من خبرات السابقين ؟
إرسال تعليق