مقدمة
كل منا قد يخطئ ذات يوم فى أختيار طريقة
وكثيراً منا يسعي بكل جهده للحصول على
السلطة و المال بأي الطُرق .......
ولكن هل فكرت ذات يوم أن تراجع كل
حساباتك مع الزمن , حتي لا تقع فى
مشكلة يصعب الخروج منها .....
كل ما أحب أن أخبرك به عزيزي القارئ
إن أحداث هذه القصة حقيقة .. ولكن سأخفي
أسماء بعض الشخصيات فيها بناء على طلب
أصحابها .... تابعوا معنا
*********************************
البداية
ذات يوم وأنا جالس مع أحد أصدقائي الذى يكبرني سناً بمراحل
شاهدت فى محفظته صور رجل شاب ......
فسألته : لمن تلك الصورة
فقال لي : لصديق لي توفي منذو عام تقريباً
فسألته : لا حول ولا قوة إلا بالله ... وهل توفى فى حادث ؟
فقال لي : لا .. توفي بمرض السرطان
فسألته : كيف
فبدأ يروي لى أحداث القصة كاملة , وكانت مفاجأة
بالنسبة إلى لدرجة لم أتوقعها .....
*********************************
سأذهب للعمل
تخرجت أنا و صديقي ( ... ) من الدراسة و كل منا عمل منطقة مختلفة
عن الأخر , كنا نتقابل من حين لآخر , نجلس سوياً و نسترجع ذكريات
المدرسة و الأصدقاء و الأيام التي لا يمكن أن ننساها .....
وذات يوم , أتي صديقي ( ... ) و أخبرني بأنه ذاهل إلى دولة ( ... )
للعمل فيها , فسألته ما طبيعة عمله .
فأخبرني : أنه سيعمل سائق لدي أمير من هذه البلدة
فدعوت له بالتوفيق من كل قلبي , وأخبرني عندما سيستقر هناك
سيرسل لي عمل , ولكن أنا رفضت تماماً لاني سأعمل في بلدي
و سأموت فيها , ومرت الأيام و السنين و لم أسمع عنه شيئاً
مرت 3 سنوات و لم أشاهده قط , وذات يوم أتاني صديقي ( ... )
و قال لي : أريد أن أجلس معك فى مكان هادئ
فخرجت معه إلى مكان هادئ , و تحدثنا فى أمور عديدة
و فجأة قال لي : أنه مريض بالسرطان و هو فى حالة متأخرة
تفاجأت مرة واحدة لسماعي هذه الكلمة منه
فقلت له : كيف حدث ذلك ؟ ولماذا لم تتعالج ؟
فقال لى : أنها غلطتي منذو البداية ما كان يجب أن لا أسلك
هذا الطريق , الذي لا توبة فيه .....
وبدأ بسرد قصته منذو أن رحل إلى العمل فى دولة ( ... )
*********************************
سامحني يا رب
وصلت إلى بلدة ( ... ) وذهبت إلى الأمير ( ... ) كي أعمل سائق لديه
ومرت الشهور وأنا على هذا الحال وكان الأمير فرحاً بي ...
كنت أرسل إلى عائلتي مبلغ كل شهر حتي يستطيعوا أن يعيشوا
فى سعادة بعد أيام الشقاء التى رأيناها فى حياتنا ...
وذات يوم و أنا جالس أمام السيارة أنظفها , أتت زوجة الأمير
فرحبت بى و قالت لي : ما أسمك ...؟
فأخبرتها بأسمي , ثم قالت لي : كم راتبك الذى تأخذه
فأخبرتها بالراتب الشهري الذي يعطيني أياه الأمير
فقالت لي : ما رأيك سوف اعطيك أضعاف هذا المبلغ ... مارأيك ؟
فقلت لها : وما المقابل يا سيدتي
فقالت لي : تأتي إلى فراشي الليلة , الأمير سيرجع متاخراً
و إن رفضت , سوف أبلغه إنك حاولت أن تتهجم عليا
و سيضعك فى السجن ولن تعود إلى بلدك ... ما رأيك ؟
فقلت لها : حاضر يا سيدتي ... سأحضر الليلة
ومرت الأيام و أنا آوي إلى فراشها كل يوم و أقوم بالزنا
وذات يوم قلت لها : هذا يكفي لن أفعل الزنا مرة أخري
فقال لي : حسناً كما تريد , أذهب إلى السيارة و قف أمامها
لو خرجت من القصر ورأيتك جالس أو غير موجود
سيكون لي تصرف آخر معك ... اتفهم ؟
ومرت 3 أيام و أنا لا أنام قط , كانت تخرج كل لحظة
تلقي نظرة عليا و تعود إلى القصر ...
وبعدها ذهبت إليها و قلت لها : موافق على كل شيء
وعاد كل شيء كما كان , آوي إلى فراشها كل يوم
و لم تكتفي بهذا بل كانت تحضر أصدقائها أيضاً
ووجدت نفسي أقوم بالزنا 5 مرت فى اليوم , فقررت
أن أذهب إلى الأمير و أخبره بكل شيء , حتى لو قام
بسجني , فأنه كان قرارى النهائي ....
*********************************
الصدمة الكبرى
ذهبت إلى الأمير ( ... ) , وأخبرته بكل شيء , وقلت له : أنني على
أستعداد لأي عقاب توجه لي .....
فقال لي : امراءتي أخبرتني بالموضوع كله ...
فقلت له : أنا أعتزر لك عما حدث , وأنا مستعد لأي عقاب
فقال لي : أنا لا أعقاب , سأخبرك بشئ إن كنت تريد أن تعود للعمل معي
فقلت له : ما هو يا أمير ( ... ) ؟
فقال لي : إللى يريح امراءتي كأنه يُريحني ...
فصُدمت لهذه الجملة التي قالها الأمير
فقلت له : حسناً أيها الأمير , كما تريد
فقال لي : عظيم , أرجع إلى عملك , و نفذ أوامر امراءتي كما تريد
فقلت له وأنا مستعجب من هذا الموقف : حاضر
وذهبت إلى غرفتي وأحضرت أشيائي و رحلت من هذا
القصر الملعون , وهربت من هذه البلد إلى بلدي ...
عُدت إلى عائلتي و أخبرتهم أني لن أعود إلى العمل
فى هذه البلد , فلم يعترضوا على قرارى
وبعد فترة شعرت بتعب بسيط , ذهبت إلى الطبيب
فأخبرني بالصدمة الكبرى : سرطان وهو فى حالة متأخرة
وقد أنفقت كل ما أدخرته من نقود حتي أصبحت لا أملك شيء
ذهبت كل النقود هبائاً و لم تساعدني على أسترداد صحتي
وضاعت حياتي أيضاً هبائاً فى معصية الله
النهاية
*********************************
أخبرني صديقي ( ... )
إن آخر أيام لصديقه المريض ( ... ) فى المشفي
كان يصرخ من شدة الألم صراخ يدوي فى المشفي
كنت أدعو الله أن يرحمه مهما أخطأ , فأنه غفور رحيم
حتى خرجت روحه ذات يوم , وأستراح من عذابه الذى
كان يعاني منه فى المشفي ...
*********************************
كلمة أخيرة
عزيزى القارئ قد أكون أخفيت أسم البلدة التي يعمل بها
هذا الشخص ( اللهم أرحمه )
لأن لو ذكرت أسمها , لكان البعض أعتبرها أنني بهين بلده
مع إن صاحبها كان يريد ذكر أسمها و لكن حفاظاً
على حقوق الغير وعدم إهانتهم , فقررد أن أخفيها
قد يكون الإنسان يتمني أن يصل إلى القمة
و المجد و السلطة و المال و لكن , أى طريق سيختار
حتي إن أختار الطريق الخطأ و أنتهي أمره
و هو يسير بهذا الطريق , سنطلب من الله أن يغفر له
لانه بشر و ليس ملاك , سنظل جميعاً نخطئ
حتي يوم الحساب








2 التعليقات:
كما تدين تدان ، هذه هى الحياة ياصديقى ، ولا يوجد احد يستطيع ان يجبر انسان مهما حدث ع فعل ما أيا كان شكله، الا اذا كانت لدية رغبة بداخلة وان كانت صغيرة جدا جدا جدا .
وجهة نظرك تحترم و لكن لا نستطيع أن نلومه لانه كان يريد نقود بأي شكل ... و السعي وراء النقوداللهم أحفظنا يعمي العين عن رؤية الحقيقة ... هذا الإنسان كان مريض بهذا المرض ( السعي وراء المال )
إرسال تعليق