ثورة لم تنتهى



حياتى

أنا شاب فى 25 من العمر , لم أعمل منذ أن تخرجت من الجامعة 

ليس بسبب القدر أو الظروف ولكن بسبب الوطن الفاسد ....

وللإسف الشديد الكل يشكى من ظلم وفساد وطنه إلا أنا ...

فأنا أعيش كالفئران فى الجحور اخشى الخروج من الجحر حتى لا أقتل 

كنت أعيش فى وطنى كالغريب ليس لدى رأى ولا صوت بل وأعمى

حتى عن الحقيقة ... فإذا فمى تكلم بحق أسكته خوف من العواقب التى 

ستحدث لى ... كل ما أود قوله إننى إننى إنسان جبان وخائف لا يستحق الحياة 


الثورة 

كثر الظلم والفقر والجوع وأصبح وطنى فاسد بكل المقايس 

أصبحت مهان خارج بلدى ... هذا لا يضايقنى , طالما أنا مهان داخل بلدى

وجاء يوم الثورة الذى أنتفض الشباب يد واحدة للإطاحة بنظام الحاكم 

الذى يعبر عن الظلم والفقر والجوع ... الكل خرج إلى الثورة إلا أنا 

جلست أتابعها على التلفاز , كنت أخاف من النزول إلى الشارع حتى 

لاتلقى الشرطة القبض على , وادخل المعتقل أو السجن ....

كنت أخاف وأتمسك بالحياة بدرجة كبيرة جداً ....

وجاء يوم رحيل الحاكم الذى أسعد شعب وطنى العظيم 

كم كنت سعيد لأن الظلم والطغيان رحل أخيراً عن وطنى 

كنت آتألم عندما أرى صور الشهداء ... كنت أشعر بأن دمائهم 

فى رقبتى لأننى خذلتهم ولم اخرج معهم فى الميادين العامة 


الخيانة 

ومرت سنة كاملة على الثورة المجيدة , حتى جاء يوم الأحتفال بنجاح الثورة 

وخرج الجميع إلى الميادين للأحتفال ومطالبة ( جنرال الجيش ) بأن يترك الرئاسة

للشباب الذين قاموا بالثورة ... مع ذلك فإننى لم أخرج معهم , لا أعلم هل هو خوف أم ماذا ..؟

خرجت من منزلى كى أحضر طعام وأنا ذاهب للمحل , رأيت بعض الشباب 

يسيرون فى مظاهرة مطالبة بإسقاط ( حكم العسكر ) , هذا المشهد جعلنى

سعيد بهؤلاء الشباب الذين قهروا خوفهم , وتمنيت أن أكون مثلهم

وفجأة حدثت مفاجأة كبيرة

حيث سمعت إطلاق رصاص على المتظاهرين ... رصاص قناصة

فإننى شاهدت الشباب وهم يتساقطون مثل أوراق الشجر والرصاص ينهال

عليهم كالمطر , وقفت فى أحد الشوارع الجانبية , ورأيت شاب ينزف دمه بشدة

ونظر إلى وقال لى : أرجوك ساعدنى ...؟

فمن شدة الخوف ركضت مسرعاً إلى منزلى خوف من الموت

وتركت ذلك الشاب إلى مصيره وهو الموت بلا رحمة

وعندما دخلت إلى منزلى , شاهدت نبأ عاجل , وهو خطاب للجنرال الجيش

حيث وجه الجنرال خطالبه كتالى :

( شعبى العظيم ... أود أن أخبركم عنى قليلاً ... إنى لست مثل الحاكم السابق

الذى أستطعتم التغلب عليه ... لقد ساعدت الشباب حتى ينتصروا على الحاكم

وأكون أنا بديل عنه ... ولن أتهاون فى أستخدام القوة ضدد أى فرد سيخرج

لأى مظاهرة سواء كانت لإسقاط النظام أم غير ذلك ... ومن يريد أن يموت

يخرج إلى الشوارع والميادين العامة ... شعبى العظيم ....  تعايشوا كالفئران 

وأعلموا إن الفئران لو خرجت من جحورها مصيرها هو الموت بلا رحمة 


لا خوف بعد اليوم 

عندما سمعت خطاب الجنرال , غلى الدم فى عروقى , وشعرت وقتها 

أنه يوجه الكلام لى شخصياً , فأسرعت اركض خارج المنزل 

وأتجه إلى الميدان وأخذت أركض بدون توقف كأننى آلة تعمل بالكهرباء 

ووصلت إلى الميدان , ولكننى للأسف لم أجد شخص واحد ...

فوقفت فى وسط الميدان وناديت بأعلى صوتى ...

كأننى بنتزع الخوف من قلبى ... الخوف الذى ظل طوال عمرى متمسك بى 

فناديت بأعلى صوتى ( أيها الجنرال ... اتسمعنى ... إننى لست فأر ....

أنا لست جبان بعد اليوم .... لم أعد أخشى الموت حتى ... أقولها لك بكل شجاعة 

أنا لا أريد أن تحكمنا ... يكفى ما رأيناه من الظلم والقهر والفقر ....

أين أنت أيها الجنرال الجبان ... أنا هنا فى الميدان ... أقف لأنتظارك 

أخرج من خلف مدرعاتك وجنودك ... لكى تقابل شخص كان جبان واليوم ستراه من يكون

من فينا الجبان أيها الجنرال .... أنا .... أم أنت ....

وشعرت فجأة برصاصة تخترق جسدى , وقد هويت على الأرض

كانت عيناى تودع الحياة ... وتودع عصر الخوف أيضاً ...

أنا لست نادم على ما فعلت ... لإننى فعلت الصواب 

ورأيت بريق من النور من بعيد , أيقنت حينها أنه بريق الأمل 

الأمل فى الأنتصار وأستعادة الثورة التى سرقها منا الجنرال 

إن لم يستطيع شباب الغد تحرير وطنى ....

سيفعلونها الأجيال القادمة ....


 ..... النهاية .....

1 التعليقات:

احييك صديقى ، فلا خوف بعد اليوم .

إرسال تعليق