ذات ليلة وأنا جالس فى المقهى , وكنت أجلس مع صاحب المقهى
وأتى علينا رجل كبير فى السن , ورحب به صاحب المقهى وجلس هذا الرجل معنا....
وبعد قليل ذهب صاحب المقهى لكى يشترى طلبات للمقهى , وجلست أنا والرجل بمفردنا
وكنا نتحدث اكثر من ساعة , وسرد لى موضوع عجيب ....
العمل
انى اعمل سائق للسيارات منذ قديم الزمان , وقبل فترة الحج كانت السعودية
تطلب سائقين من مصر للعمل فى مواسم الحج , كل عام كُنت أذهب
لكى أستلم أتوبيس لنقل الحجاج , وكانت توزع علينا كوبونات لتمويل الأتوبيس بالبنزين
كانت تتبقى عدة ريالات من هذه الكوبونات , والحمد لله كُنت أسلمها للشركة
على عكس ما تجرى الأمور مع السائقين الباقين , فكان كل منهم يضع هذه الريالات
فى جيبة ولا يخاف الله سبحانة وتعالى ...
فتعجب منى الأمير صاحب الشركة ... فكان دائماً يصرف لى مكافأت بسبب الأمانة
قلة أحترام
وذات سنة من السنين , صدر هناك قرار بضرورة مصاحبة شخص سعودى
مع السائق فى الأتوبيس ... لا اعلم لماذا ... ولكنها قوانين ...
وركبت الأتوبيس وجلس بجوارى شاب فى عُمر ابنى
وفى الطريق فجأة ... وضع قدمة أمام وجهى
وقال لى فى منتهى الوقاحة : انا أحب هذه الجلسة , فهى مريحة بالنسبة لى
فقلت له : ولكن يا ابنى ابعدها من وجهى ... ممكن
فقال لى : أنت مصرى
فقلت له : نعم .... أنا مصرى ... هل هناك شيء
فرأيته ينظر إلى بكل أحتقار ... تضايقت لما فعله , ليس بسبب
أنا مصرى وهو سعودى , ولكن لقلة أحترامة , لأنى رجل أكبره سنناَ
فكيف لا يحترم هذا الفرق ...
فأوقفت الأتوبيس , وفتحت الباب وأخرجته منه وتابعت سيرى فى الطريق
سأعود أم ماذا ؟؟؟
وبعد ما أوصلت الحجاج إلى أماكنهم , ذهبت إلى الشركة
وقلت لهم بكل غضب : أريد أن أعود الآن إلى بلدى
فقال لى الموظف : تفضل يا سيدى دقائق وسأجعلك تدخل إلى الأمير
وما هى إلا دقائق حتى كُنت أجلس فى الغرفة مع الأمير صاحب الشركة
فقال لى : ما المشكلة يا حاج ( ... )
قلت له : أنا لا أريد العمل هنا , وأريد العودة إلى بلدى حالاً
فقال لى : تفضل الشاى , وقص لى مشكلتك
فبدأت بسرد مشكلتى لصاحب الشركة
وبعد ما أنتهيت من سرد مشكلتى له
قال لى بكل أحترام : أنا أعتذر بالنيابة عنه يا حاج ( ... )
وأنت السائق الوحيد من اليوم سيخرج بدون مرافق مهما كانت القوانين
وأرجو أن تقبل أعتذارى المتواضع ....
كانت كلمات الأمير سقطت علي كالبرق , لأنى توقعت أنه سيقف مع السعودى
ضددى وصدمنى أكثر أحترامه لى ...
ومن يومها وأنا وهو أصدقاء , كل موسم حج يتصل بى لكى يستدعينى
وجعلنى أقوم بالحج أنا وزوجتى وأبنائى على نفقته الخاصة ...
مهما كانت البلاد مختلفة فى اللغة وشعبها مختلف فى الطباع
ولكن الطيبة حتماً ستجدها فى أشخاص تستحق كل أحترام وتقدير
مهما كانت البلاد مختلفة فى اللغة وشعبها مختلف فى الطباع
ولكن الطيبة حتماً ستجدها فى أشخاص تستحق كل أحترام وتقدير






0 التعليقات:
إرسال تعليق