ذات يوم اتصل بى صديقى محمد ليخبرنى أنه أخذ أجازة من الجيش
يريد مني أن أجلس معه قليلاً حتى نتحدث مع بعضنا البعض ....
وذهب إليه فى منزله , وجلسنا نتحدث مع بعضنا ونتذكر أيام الطفولة والدراسة
وجاء صديق محمد ويدعى خالد , وقام صديقى محمد ليحضر لنا العشاء
المكون من طبق الفول والسلطة الجميلة وبعض ارغفة العيش
وتعجبت كثيرا لما يحدث ....
نأكل نحن الثلاثة فى طبق , ونضحك معاً , بعيداً عن الرسميات
لأن محمد يعمل جندى فى قوات الأمن المركزى لمكافحة الشغب والمظاهرات
وصديقه خالد يعمل أيضاً فى الأمن المركزى وهو سائق مدرعة
وأنا متظاهر أخرج للمطالبة بحقوقي وحقوق الشعب الجميل
استعجبت من هذا الأمر ....
جندى وسائق ومتظاهر , يجتمعون معاً , وعلى طبق واحد يأكلون
بغض النظر عن الرسميات التى نتبعها دائماً ....
سبحان الله الذى يجمعنا ....
لو كان كل متظاهر لديه صديق فى جهاز الأمن المركزى
هل سيقف ضدده فى المظاهرات ويضربه ويخسر الصداقة ؟
ام سيترك المظاهرات من أجل صديقه ؟
ام سيترك صديقه الأمن المركزى ويعرض نفسه للمحاكمة ؟
اسئلة لا أجد لها أجوبة ...
مهما كانت طبيعة عملنا , مهما كانت مطالبنا , فإننا اصدقاء
انا اعلم جيداً أنها الأوامر التى تسيطر على الإنسان تجعله غير قادر
على أتخاذ أى قرار ...
ماذا لو كنت فى مظاهرة ورأيت أحد المتظاهرين يضرب صديقى محمد ؟
هل سأقف مكتوفى الأيدى ..؟ أم أضرب المتظاهر دفاعاً عن صديقى ؟
لا اعلم ماذا افعل ...
كل ما أعرفه الآن , إنها أوامر يجب عليه أن ينفذها
اوامر لا تفرق بين الصداقة والأخوة
شعرت بإنها لعبة ونحن من يدفع ثمنها ...؟
مهما كانت الظروف فيجب علينا ان نتخذ القرار السليم حتى لا نخسر
آخر ما تبقى لنا ..... ( الصداقة )






0 التعليقات:
إرسال تعليق