أدعى محمد أبلغ 25 من العمر , حلمى كأى شاب يرغب فى ترك بلدة للعمل بالخارج
باحثاً عن مصدر الرزق الوفير , حاولت مراراً وتكراراً العمل خارج وطنى ولكن
بدون جدوى , بدأ حلمى بالتبخر شيئاً فشيئاً , وبدأت بالعمل داخل وطنى
مقابل بعض النقود التى تكاد أن تكفينى وتلبى بعض إحتياجاتى
وذات يوم بدأت بالدخول فى عالم الأنترنت , لكى أجد منه وسيلة للرزق
وما هى إلا شهور حتى تعرف عليها ....
تعرفت على ( بيتي ) تسكن بأمريكا , إنسانة محترمة وجميلة
تعلمت اللغة الأنجليزية من اجلها , أوقات رائعة كنا نقضيها معاً
عبر النت لتبادل الآراء المختلفة ....
حتى جاء اليوم الذى قامت بها بدعوتى إلى بلدها ...
فى البداية أخبرتها بأننى لا أملك المال اللازم للسفر ورفضت دعوتها لى
وفوجئت بأنها أرسلت لى تذكرة السفر والإقامة معاً ...
وأتصلت بها وشكرتها على حسن إستضافتها لى
وجاء اليوم الذى سافرت فيه إلى بلدها , حيث كانت فى إنتظارى فى المطار
وأستقبلتنى أجمل إستقبال ...
فقلت لى ( بيتي ) : أحمد سوف نذهب الآن إلى الفندق لكى تضع
حقائبك وسأخذك إلى أبى لأنه يريد أن يراك , سيعجبك كثيراً
فقلت له : أنا من له الشرف للقائه ...
وما هى إلا دقائق حتى وصلنا إلى منزل والدها , فكان المنزل متواضعاً بعض
الشيء لا يدل على الثراء
فقلت لها : بيتي , أنتى أرسلتي لى تذكرة السفر والإقامة معاً ...
اعذرينى دخل والدك لا يدل على الثراء ..؟
فقالت لى بيتى بكل حزن : صحيح أحمد فوالداى منفصلين منذ مدة
أبى لديه محل بسيط ... وامى سيدى أعمال معروفة
فقلت لها بكل آسي : أنا أسف يا بيتى
وما هى إلا دقائق معدودة حتى دخلنا منزل والدها
كم هو إنسان محترم وذو عقليه متزنة
جلسنا بعض الوقت نتحدث فى أمور عديدة
وفى منتصف الحديث قالت بيتي : ممكن أستأذنكم ساعة وسأعود إليكم
وانت يا أحمد ستظل مع والدى وسأعود مجدداً ...
بعدما ما ذهبت بيتي سألت والدها : سيدى أين ذهبت بيتى ...؟
فقال لى : إلى والدتها , لأنها ستطمأن عليها وتعود , هكذا أعتادت بيتي
أن تقسم وقتها فيما بيننا ....
فقلت له : هى إنسانة رائعة بحق
فنظر إلى والدها وقال لى : أحمد أريدك أن تجاوبنى بصراحة ...؟
هل تحب بيتى أم لا ...؟
صدمنى سؤاله حتى تعثرت الكلمات فى فمى فقلت له : لا ... أقصد نعم
فتابع كلامه بأحرف رصينة : كل ما أحب أن أخبرك به يا أحمد , أن تجعل لنفسك
هدفاً محدداً ولا تكن مثل السحاب مشتت فى جميع الأتجاهات
فقلت له بنبرة حزن : صدقت القول يا سيدى , ممكن كوب من الشاى لو تكرمت ؟
فقال لى ضاحكاً : طلب بسيط ياأحمد
فذهب الرجل لكى يعد لى كوب من الشاى , وعند خروجه بدأت بكتابه خطاب
إلى بيتى , وعندما عاد الرجل أعطيته الجواب
وقلت له : من فضلك يا سيدى أن تعطى الجواب إلى بيتى ...
ويجب على الآن أن أرحل بسرعة ...
فقال لى متعجباً : لماذا ... هل هناك شيء ضايقك ..؟
فقلت له : لا يا سيدى ... عندما أكون إنسان مرة أخرى سأتى إليك
فقال لى : لأول مرة أنا لا أفهمك
فقلت له بكل الحزن : إلى اللقاء يا سيدى
( الكل يريد أن يعرف ماذا كان يحتويه الخطاب )
حسناً
الخطاب
عزيزتى : بيتى
يعلم الله كم أحببتك فى الفترة الأخيرة ولكننى لا أستحق حبك الذى منحتينى إياه
منذ البداية كنت أخدعك , كنت أحبك من أجل العمل فى أمريكا
وعندما تقربت منكم وجدت فيكم الروح الطيبة التى لا تعرف الحقد والكره
وكذلك وجدت نفسى أحقر مخلوق على الأرض , لا يقدر قيمة النعمة
التى كانت فى يدة , إننى عائد إلى وطنى وسأغير عنوان سكنى وعملى أيضاً
حتى لا تعرفينى مجدداً , أتمنى لكى حياة سعيدة مليئة بالصدق
فإننى سأعيش طوال حياتى أتذكر إنسانة أعطتنى حباً وأنا أعطيتها كذباً وخيانة
إلى اللقاء أحمد
النهاية






4 التعليقات:
فعلا قصة مؤثرة وهاذفة
ألف شكر ليك يا أخى ... وتحياتى لك
ما اصعب ان تكون بلدك قاسية عليك لتلك الدرجه ، تجعلك تلعن ذلك اليوم الذى ولدت بداخلها ، هذا الشعور يتواجد لدى العديد للاسف من شبابنا ، ربما لتلك الظروف القاسيه التى تمر بها البلاد ، وتكمن الازمة بانك تكون فى اختيار صعب اما ان تختار بلدك واحبتك ، ولا تجد عمل تستحقة ، او انك تسافر هروبا من شبح البطاله ، وتختار الابتعاد ، وقد يختار البعض الكذب والحيال طرق للوصول الى الهدف المادى ، ولكن للاسف موجود هذا فى واقعنا ، نتمنى ان يتغير الوضع ، وان يتغير فكر شبابنا ، ويكون ارقى من هذه الدنائه ، عذرا للمصطلح هذا .
احييك كثيرا على هذا الموضوع الرائع .
إرسال تعليق