مسألة مبدأ





ذات يوم كُنت أعمل فى مقهى . أقدم الشاى والعصائر للزبائن

وذات يوم دخل رجل كبير فى العمر ومعه مجموعة رجال 

فجلس معهم صاحب المقهى , من الواضح إنهم أصدقائه 

جلسوا معه بعض الوقت , فتقدم إلى رجل منهم كبير فى العمر 

فقال لى : ما أسمك 

فقلت له : أسمى محمود يا شيخ

فقال لى : تفضل يا محمود 

كانت يده مغلقة ويمدها إلى , عرفت وقتها إنه كان يريد أن يعطينى تبس ( نقود ) 

فقلت له : يا شيخ أنا أتقاضى راتب , ولن أحتاج إلى نقود 

وأخذ يحاول معى على أن يعطينى النقود , ولكننى رفضت لأنها مسأله مبدأ لا أكثر

فعاد إلى أصدقائه , وقتها شعرت بضيق كبير فى صدرى 

أحسست وقتها بأنى إنسان أنتزعت منه كرامته أو شيئ من هذا القبيل

ما جعلنى وقتها أحترم هذا الرجل لسبب واحد فقط 

 أنه أتى إلى بفرده بعيد عن الناس وكان يريد تقديرى ولكن 

من وجهة نظره هو وليس أنا ...

لم يعلم وقتها إن كل الناس مختلفون منهم من يقبل ومنهم من لا يقبل

كان المبلغ الذى يريد أن يعطينى أياه ليس كبير , ولكنه كبير فى نظرى 

لتقديره وأحترامه للأخرين ...

وبعدها تركت العمل نهائياً ...

أحياناً أستعجب من الناس الذين ينظرون إلى شخص يعمل فى وظيفة 

محدودة المبلغ على أنه فقير يحتاج إلى المال ...

لماذا لم يفكروا بالعكس , لربما يكون العكس هو الشيء الصحيح ؟

سأسرد لكم قصة بسيطة وواقعية رأيتها أمام عينى 


لقمة عيش حلال 

ذات يوم كنت اجلس فى مقهمى مع أصدقائى ورأيت شاب يعمل بها 

ولكن كلما أنظر إلى أرى ( هالات سوداء تحد العين ) فتعجبت من هذا الأمر !

فسألت أحد أصدقائى عن سبب وجود الهالات السوداء ...

فقال لى : أتعلم هذا الشاب كان يتعاطى المخدرات ويتاجر فى المحرمات إلى

أن جاء اليوم وتاب إلى الله سبحانه وتعالى وقرر ترك طريق المحرمات 

وبدأ بالعمل فى المقهى من أجل مال حلال ... أتعلم إن الراتب الذى يتقاضاه فى المقهى

لا يعادل جزء من الذى كان ينفقه فى اليوم ... 

ولكنه سعيد بهذا المبلغ لأنه حلال ومبارك فيه ...

0 التعليقات:

إرسال تعليق