عمود الإنارة


سأسرد لكم قصة  طريفة جداً من ذكريات طفولتى 

عندما كنت صغير , كان شارعنا مجرد شارع عادى جداً , بمعنى إنه كان عبارة عن تراب فقط 

وعمود إنارة واحد ايضاً , لهذا العمود ذكريات جميلة معنا ....

وقتها كنا أطفالاً صغار نعشق شيء أسمه ( كرة القدم ) فهذه اللعبة تجرى فى عروقنا 

كمجرى الدم مع إنها كانت تجلب لنا العديد من المتاعب 

كل ليلة كنا نجتمع بعد صلاة العشاء بجوار ذلك ( العمود ) اليتيم فى الشارع 

ونضغط زر التشغيل اللمبة المعلقة فى هذا العمود 

وننزل إلى أرض الملعب , لكى نقسم بعضنا إلى فرق , وبعد ما نعد كل شيء 

ننتظر ..... ننتظر الفرج ... اقصد النور 

فهذه اللمبة اللعينة كانت تأخذ حوالى ( نصف ساعة ) فى تشغيلها

وعندما كانت تـُنير الشارع , جميعنا نفرح , فقد حان وقت اللعبة 

نظل وقت طويل نلعب وفى النهاية نذهب إلى بيوتنا بمظاهرنا التى كانت توحى 

بأننا عائدون من المقابر , وهذا كله بسبب التراب الذى غطى وجوهنا 

اضف إلى ذلك جرعة من التوبيخ نأخذها عندما نعود إلى المنزل 

والأصعب من ذلك ( المعارك الطاحنة ) هههههههههه

عندما يخسر فريق , يذهب بسرعة إلى زر اللمبة ويطفئها 

مع العلم إنها قد تأخذ فترة أطول فى تشغيلها مرة أخرى 

فكانت جميع الفرق المشاركة فى أرض الملعب تجرى ورائهم لكى يأخذو 

جرعة من الضرب المبرح , جزاء لما فعلوا ........


والآن بعد ما تقدم الـزمن وتطورت التكنولوجيا وأدخلوا إلى جميع الشوارع 

عواميد الإنارة المتطورة وقاموا برصف جميع الطرق 

انظر من شرفتى على الأطفال الذين يلعبون ويمرحون فى الشارع ..... وأضحك 

ياليتهم يعرفون قيمة هذا الشارع الذى شهد أجمل ذكريات شباب كانوا فى يوم ما أطفال مثلهم

ولكن ذكريات ذلك العمود وذلك الشارع الجميل وكرة القدم لن ننساها أبداً

0 التعليقات:

إرسال تعليق