بريق الذهب وحنين الوطن


قد تستعجب أيها القارئ العزيز ... لأننى قمت بذكر الذهب قبل الوطن 

وهذا صحيح لأنه أصبح تفكيرنا الآن يتجه نحو المال وكيف يمكن الحصول عليه

ولكن من فينا فكر ولو لحظة واحدة فى الحصول على ذكريات الماضى بما تحمله 

من أيام صعبة وجميلة وما بها من فرح وحزن وحب وفراق ......

من فكر فى الحصول على ذكريات الطفولة التى نشأت فى شوارع الوطن ؟

الإجابة قد تكون ضعيفة , ولكن البحث عن الذكريات يأتى بعد الحصول على المال

أو بالمعنى الأدق بعد الأكتفاء الذاتى من المال ... إذا وجد أصلاً الأكتفاء الذاتى من جمع المال

فالإنسان بطبيعته يفعل المستحيل من أجل الحصول على أى شيء ... وإذا أمتلكه يشعر بالملل

عندما قرأت ذات يوم مقال لكاتب له أسم من ذهب

تحدث عن الشباب الذين يتركون الوطن ويرحلون إلى الدول الأجنبية للعمل بها

وقتها يعتقد الشباب إن الدول الأجنبية سوف ترحب بهم وتفتح لهم أحضان الوطن 

ولكن سرعان ما يكتشفون إنهم بسجن ولكن بقيود وقواعد محدده

عذراً أيها الكاتب القدير , لقد نظرت إلى المشكلة من جانب واحد ...

فمن المفترض أن تذكر شيء واحد فى المقال كَـفِـيل أن يكون إجابه لحيرتك هذه

لماذا تركوا هؤلاء الشباب الوطن ..... ؟

أعتقد إن الأجابة ستختلف من شاب إلى آخر ...

فمنهم من يبحث عن فرصة عمل محترمة 

ومنهم من يبحث عن مكان آمن بدل من الشعور بالظلم فى بلده 

ومنهم لا يجد الوطن يقدره ويعطى له ولوهدف بسيط لكى يستكمل حلمه

لقد سمعت إجابات كثيرة من أشخاص يحلمون أن يتركوا الوطن 

معظم إجابتهم كانت شيء محزن للغاية , للأسف الشديد

لم تضايقنى آرائهم بشأن هذا الموضوع , بقدر ما ضايقنى إننا أصبحنا غرباء فى وطنا 

فعذراً أيها الكاتب , بدل من أن تمسك قلما وتكتب آراء فى حق شباب تغلب عليهم اليآس

حاول أن تقدم ولو جزء بسيط قد يساهم فى تغير وجهة نظر الشباب تجاه الوطن



 فى يوم من الأيام كنت أنا من أشد الناس الذين يريدون الخروج من البلد بأى شكل

ليس من أجل المال ... ولكن من أجل الأستقرار والحياة بشكل جميل

وما جعلنى أفكر فى هذا ذات يوم , المشاهد التى نراها أمام أعيننا كل يوم

طوابير من أجل الحصول على رغيف العيش , طوابير من أجل الحصول على أسطوانة غاز 

طوابير من أجل الحصول على ورقة بسيطة ....

لدرجة إننى كنت قلق أن أشاهد طوابير لدخول منزلى ....

ولكن سرعان ما تغلبت على تلك الأمور ... بالذكريات الجميلة 

صحيح .... الذكريات الجميلة هى الدواء لتلك الأمور 

عندما تجلس مع صديق دراسه قديم 

عندما تذهب لمكان حافل بذكرياتك الجميلة والصعبة 

ألا يعد هذا مكسب ... قد لا يكون مكسب مادى 

ولكنه مكسب أكبر من المال لمن يفهم ويقدر قيمته 



عزيزى القارى هذه ليست ثرثرة عبر صفحة موجودة فى علم الأنترنت

ولا أنا شخص يدعى الوطنية وحب البلد لدرجة الجنون 

ولكن كل ما أحب أن أقوله , قد تجد بعض الأمور البسيطة التى تجعل منك أسعد إنسان 

حاول أن تجدها , وربما تكون موجوده أمام عينك وأنت لا ترها جيداً

وقد تملك الكثير من المال ولكن مُفتقد الأحساس بمن حولك فأيهما ستختار

حاول أن تقدم لوطنك شيء ولو بسيط , حاول مرة ثم مرة ثم مرة أخرى 

وإذا قررت الرحيل فتوكل على الله , ومن يدرى فربما يكون المستقبل ينتظرك هناك 

وربما أيضاً قد تجدنى هناك

0 التعليقات:

إرسال تعليق