ذكريات مجند الجزء الأول


لم أنسى تلك الأيام الصعبة التى مررت بها أثناء الأنتهاء من أوراق التجنيد الأجبارى

تتعلم معنى كلمة الصبر من خلال الوقوف فى طوابير لا تعرف متى ستنتهى 

وذهاب وإياب بالأوراق , والأنتظار بكل ما تحمله الكلمة من معنى 

لنبدأ من أول الطريق ... الطريق إلى التجنيد

أذكر ذلك اليوم جيداً عندما أعددت أوراقى لكى أعرف ميعاد التقديم فى الجيش

أنتظرت فى طابور طويل حتى أقتربت من الشباك ...

فقال لى أحد الأشخاص الذى يقف خلفى مباشرة : هل أنت تجيد القراءة ؟

فنظرت له : أحياناً ... هل تريد أى مساعدة ؟

فقال لى : أنا لا أعرف اقرأ هذه الورقة 

فساعدته على الفور , وبعدها بلحظات قليلة وجدت شخص يقرأ بضع كلمات موجودة على 

الحائط والغريب فى هذا أنه لا يعرف ينطق أى كلمة صحيحة 

فقلت فى نفسى : بشرة خيرة إن شاء الله ....

فتقدمت إلى الشباك لكى أرى الشخص الذى يستلم الأوراق يسب ويلعن فى الناس 

فقال لى : أعطينى أوراقك ؟

فأعطيته الملف كامل بكل الأوراق ...

فنظر إلى وقال : هذا ليس ميعادك يا أستاذ ... اليوم ميعاد الغير متعلمين 

سوف تأتينى فى يوم آخر ... تفضل 

فقلت : غير متعلمين ... ربنا يستر 

وكما يقول المثل ( لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ) 

وكأننى فهمت المقولة خاطئة , وحذفت حرف ( لا ) 

لم أنتبه إلى أوراق إلى أن سرقنى الوقت فلا بد من الأنتهاء من جميع الأوراق

المطلوبة خلال 2 يوم , ولكن كيف .... ؟

أستيقظت ذات صباحاً باكراً , وقد أعددت حبيبتى الدراجة الهوائية

لكى أنجز كل الأوراق فى يوم واحد ....


فذهبت أول شيء إلى مكتب أستخراج الفيش الجنائى لكى يتم إثبات 

إننى غير مطلوب على قضايا أو محكوم على بالحبس 

وقتها قال الموظف المختص : سوف يتم تسليمك الفيش الساعة 11 صباحاً

فكرت قليلاً هل سأنتظر حتى الساعة 11 صباحاً أم أنتهى من أوراق أخرى 

فذهبت بالدراجة إلى المستشفى لكى أستخرج ورقة بفصيلة الدم 

كانت المسافة بين المكتب والمستشفى تقريباً حوالى 6 كيلو متر , أضف إلى ذلك 

إننى أقود الدراجة الهوائية فى منتصف شهر 7 الجميل ههههههههه

عندما وصلت إلى المستشفى قال لى الطبيب : يجب أن نأخذ منك عينة دم 

وأنا من الناس الذين يفضلون الموت على أخذ حقنة .....

فقلت له : يا دكتور أنا أعرف فصيلة دمى , يجب أن أعود حتى أستلم بقية أوراقى 

بعد جدال طويل أخيراً كتب لى عينة دم ولم يعطينى الحقنة ... الحمد لله 

بعدها عدت بالدراجة 6 كيلو متر إلى المكتب وأستلمت ورقة الفيش الجنائى ... 

وتبقى ورقة واحدة وهى شهادة الميلاد ...

فذهبت إلى مكتب الشهادات لكى أستخرج شهادة الميلاد 

وقدت الدراجة مرة أخرى 4 كيلومتر تقريباً إلى أن وصلت إلى المكتب وأستخرجت الشهادة 

وبعدها ذهبت إلى ( مدرية الأمن ) كانت المسافة 2 كيلو متر تقريباً 

وبعد كل ذلك قال لى الموظف : بعد 15 يوماً تأتى إلى , أنت أوراقك جاهزة 

فقلت فى نفسى : الحمد لله ولن أتكاسل مرة أخرى فى أى شيء

وعندما خرجت من المبنى وجدت أطار الدراجة منتهى بمعنى بدون هواء 

فقلت : الله يكون فى العون حملتنى مسافات بعيدة اليوم ... وجاء دورى أنا فى رد الجميل لها

فذهبت إلى المنزل سيراً على الأقدام برفقة الدراجة ... 

كان وقتها الساعة 2.00 ظهراً 

لن أقول لك معنى الساعة 2 ظهراً فى الصعيد وفى شهر يوليو

قمة المتعة والأنتعاش ... عندما عدت إلى المنزل الساعة 3 عصراً 

ذهبت إلى النوم من شدة التعب , لكى أستيقظ لأجد نفسى أستقبلت ضربة شمس قوية المدى 


بعدها 15 يوما ذهبت إلى التجنيد للكشف الطبى , وكالعادة طوابير بعيدة المدى 

إلى أن جاء الكشف على وبعض الشباب ...

فقال لنا الطبيب : معكم ورقة من لدية أى شكوى طبية يكتبها لنا .

فكتبت فى ورقتى لا يوجد أى شكوى ....

فنظر إلينا وقال : أنت أخرج ... وأنت أخرج ... بعدها قال لى وأنت معهم 

وقتها شعرت بخوف ... لماذا نحن تحديداً .... ؟

فقال لنا : أنتظرونى فى الصالة الكبرى ... ؟

وقتها شككت فى أمر غريب سيحدث لنا ( أغتصاب أو شيء من هذا القبيل ) هههههههههه

فدخل الطبيب بعد فترة ونظر إلى وقال : أنت لديك ضيق فى مساحة الصدر 

بعد 3 أيام تعال مرة أخرى وقدم شكوى لكى تخرج من الجيش 

لأن مساحة الصدر المطلوبة 82 وأنت 80 ... 

وقتها كنت سعيد جداً أخيراً ... سأخذ حريتى ولن أذهب إلى الجيش 

ولكننى من الواضح لم أتعلم الدرس جيداً  ( لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد )

أخذت أضيع الوقت ... وذهبت بعد 7 أيام لكى تنتظرنى مفاجأة جديدة 

قلبت الموازين رأس على عقب



تابعوا معنا الجزء الثانى من ذكريات مجند

0 التعليقات:

إرسال تعليق