الحلقة الرابعة

عنوان الحلقة \ سلمية و تعليمية 

( الجزء الثالث )

المواجهة 



كانت نهاية الحلقة الثالثة عندما وصلت إلى المنزل

وأتى إلى صديقى ( محمد ) , وأخبرنى بأن هناك 

مظاهرة , وأصر على أن أتى معه ....

وذهبت معه , ووقعت فى مواجهة دامية 

تابع احداث الحلقة الثالثة 



ذهبت مع صديقى ( محمد ) إلى المظاهرة , كُنت أركب 

معه الدراجة البخارية , ووصلنا إلى مكان المظاهرة 

كنت سأعود إلى المنزل على الفور عندما رأيت مكان 

المظاهرة بالقرب من مبنى ( أمن الدولة ) ....

فقلت فى نفسى : الله يخرب بيتك يا ( محمد ) , من 

الواضح أننى لن اعود إلى المنزل مرة أخرى 

وجلسنا مع المتظاهرين وبدأت الهتافات الساخنة 

أتذكر حينها كانت الساعة 11.00 مساءاً

وكانت الشوارع لا يوجد بها أى شخص يسير إلا نحن 

واشتدت الهتافات وكانت هناك عصبية من كلا الطرفين 

( الشرطة والمتظاهرين ) , وبدأت الشرطة بألقاء القنابل 

المسيلة للدموع , وبدأ المتظاهرين بألقاء الحجارة على الشرطة 

كانت الأجواء غير مستقرة , فالغاز كانت كثيف وكانت هناك 

نيران أشعلها بعض المتظاهرين , ورأيت أمامى حجر 

فقلت فى نفسى : لن أقف مكتوفى الأيدى , سأدافع عن نفسى 

فأخذت الحجر , وكُنت سأقذفه على رجل الأمن لولا 

مشهد تذكرته جعلنى أقف مكانى .......


المشهد : لدى صديق طيب أسمه ( محمد ) يقضى فترة 

التجنيد ويسمى فى بعض الدول ( الخدمة الوظنية )

كان ( محمد ) يعمل فى قوات الأمن المركزى 

لمكافحة الشغب , كُنت أجلس معه دائماً

كان يحدثنى دائماً عندما يخرج لفض اعتصام أو 

مظاهرات , كان يخبرنى أنه لا يريد أن يضرب الناس

ولكن الأوامر لو ما تنفذت , سيسجن هو , وفى الحقيقة 

هو لديه طفلان , يخاف أن يموت فى عمله , فيتشردوا 

أطفاله ويموتون جوعاً ......

( لاتخبرنى عزيزى القارئ , أنهم فى أمان 

ففى هذا الزمن الشقى لا أحد يخاف إلا على ذاته فقط )


عندما تذكرت ذلك المشهد , ماذا أفعل لو كان هذا الرجل 

حياته الشخصية مثل صديقى ( محمد ) ...؟

هل أتحمل ذنب وفاته , أم ذنب أبنائه الذين سيموتون 

من الجوع لو توفى والدهم ....؟

وسرعنا ما رميت بالحجر من يدى وقررت أن أهتف

فقط مهما فعلو رجال الشرطة ....

ومرت ساعتان , الجنود يتقدموا , ونحن نجرى فى الشارع 

وفجأة قام أحد الشباب برمى قنبلة ( ملوتوف ) 

وأشتعلت النيران فى الشارع , حينها أيقن رجال الشرطة 

خطر تواجدنا فى الشارع , وبدأت سيارات الشرطة 

المدرعة بالجرى ورأنا , سارعنا نحن بالهروب

من الشرطة , ودخلنا فى أحد الشوارع وكانت 

فى أنتظارنا مفاجأة جديدة .......


وجدنا فى نهاية الشارع وهو المخرج الوحيد لنا 

سيارة شرطة أخرى , بمعنى آخر ( كان كمين لنا ) 

وحينها أيقنت تماماً أننى لن أعود إلى المنزل 

فرأيت بعض الشباب يجرون فى الشوارع المتفرعة 

من هذا الشارع , فسارعت معهم بالجرى , مع العٍلم أننى 

أعرف تماماً لا يوجد مخرج أبداً ....

وفجأة رأيت بعض أبواب المنازل تُفتح أمامنا وشاهدت

سكانها يدعونا بالدخول بسرعة قبل أن تاتى الشرطة 

فدخلت أحد المنازل , كان معنا فى المنزل حوالى

15 شاب من المتظاهرين , كان الرجل صاحب المنزل 

فى قمة الأحترام والأدب معنا , فأحضر لنا زجاجات 

المياه لكى نشرب ونغسل وجوهنا من دخان القنابل

وبقينا فى المنزل ( نصف ساعة ) ثم خرجنا 

بهدوء شديد حتى لا يشعر بنا رجال الشرطة 

وعندما خرجت وجدت صديقى ( محمد ) 

فقلت له : هيا بنا الآن , حينها كانت الساعة 1.30 صباحاً

وأخذ صديقى دراجته البخاريه بهدوء شديد وأنطلق 

مسرعاً إلى نهاية الطريق , وعندما أقتربنا من المخرج 

وجدنا بعض رجال الشرطة يجرون لقفل المخرج 

مرة أخرى , وفجأة رأيت صديقى ( محمد ) 

يجرى بسرعة كبيرة بدراجته البخارية 

وأوصلنى إلى منزلى , بعد ما فقدت كل الأمل 

على أننى لن أعود نهائياً ....


اقرا المقدمة 


تحياتى لك عزيزى القارئ

4 التعليقات:

تسلم يا غالى على المرور

قصه جميله اخي محمود ..واصل والى الامام

اخوكـ حمد القحطاني

مرحب بأحلى صديق وأخ بجد , الغالى الأستاذ حمد .. مشكور يا غالى على المرور الرائع والفريد .. تحياتى لك

إرسال تعليق